بمؤتمر حضره وفود من قطر و9 دول أجنبية
كتارا تطلق أعمال الجمعية العمومية للشبكة الدبلوماسية الدولية

د. السليطي : كتارا أعدت مشاريع طموحة لبناء القدرات والاستثمار في الثقافة

* الدبلوماسية الثقافية أسست نهجاً جديداً في العلاقات الدولية

* الاجتماع فرصة قيمة لصناعة علاقات دولية استراتيجية تعتمد على الثقافة

الحمادي : قطر تمتلك تجربة سباقة ومتميزة في اعتماد الدبلوماسية الدولية العامة

  • ورقة عمل لكتارا تتناول علاقة الهيئات والمنظمات مع الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة
  • ورشة عمل موجهة للشباب حول وسائل التواصل الاجتماعي
  • تدشين بوابة الكترونية للشبكة الدبلوماسية لتبادل المعلومات ودعم المشاريع

  الدوحة – كتارا :

    افتتحت كتارا اليوم (الاثنين) فعاليات اجتماع الجمعية العمومية السادس للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة التي تحتضنها كتارا وتتواصل حتى 22 يناير 2020، بمؤتمر حضره سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي رئيس الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، وسعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي أمين عام وزارة  الخارجية ورؤساء وفود تسع دول هي: (تركيا، كوريا الجنوبية، هنغاريا، تايوان، نيجريا، سنغافورا، المكسيك، موزامبيق، الفلبين)،

حضر افتتاح المؤتمر، المهندس درويش أحمد الشيباني الأمين العام للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة والدكتور خالد أبا الزمات الأمين مساعد الأمين العام للشبكة، والدكتور ابراهيم الكعبي عميد كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر ، بالإضافة إلى رؤوساء الجامعات والمؤسسات التعليمية ونخبة من الأكاديمين وخبراء تكنولوجيا المعلومات والمتخصصين في وسائل التواصل الاجتماعي .

ويأتي هذا الاجتماع الذي يعقد لأول مرة بعد تسلم دولة قطر لرئاسة الدورة الحالية للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، من خلال المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”، حيث يشكل الاجتماع فرصة قيّمة وهامة لفتح الحوار والتعاون بين الدول الأعضاء، من أجل صناعة علاقات استراتيجية بين الدول الأعضاء اعتماداً على الثقافة  من خلال تبادل الخبرات والمعرفة .

كتارا ..خطوات هامة ومدروسة

وفي كلمته التي ألقاها في المؤتمر الافتتاحي لاجتماع الجمعية العمومية السادس للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، قال أكد سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”  ورئيس الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة إلى :” ان الدبلوماسية الثقافية أسست نهجاً جديداً في العلاقات الدولية، تضطلع بخدمة العلاقات السياسية والاقتصادية، لاعتمادها على القوة الناعمة المتمثلة في الثقافة والفنون والآداب والتراث الحضاري، وأصبحت بذلك بوابة للتعاون والتبادل، وجسراً للحوار ومنصة لصنع الصداقة بين الدول وتعزيز التفاهم بين الشعوب، تستند إلى القيم والأفكار، وتتبنى المشاريع الثقافية الهادفة، وصولاً لتعزيز المصالح المشتركة بالطرق السلمية .

وأكد د. السليطي أن كتارا خَطَت خطوات هامة ومدروسة، بعد تسلمها لرئاسة الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، في إطار توطيد دعائم العمل الدبلوماسي في الشبكة من خلال اعدادها لخطط ودراسات طموحة، تهدف إلى بناء القدرات والاستثمار في الثقافة عبر اطلاق ودعم المشاريع والبرامج الثقافية والابداعية المتنوعة، من أجل الانتقال بمجتمعاتنا إلى وضع الانتاج في الثقافة والتراث والفنون، وذلك كخيار استراتيجي يستند على الدور المحوري والحيوي للتنوع الثقافي في عملية البناء والتنمية والنهضة، وهو ما شأنه أن يسهم في تعزيز قيم المحبة والتسامح والسلام وتحقيق التقارب والتفاهم والعيش المشترك.

وأضاف د. السليطي أن كتارا أرادت من خلال انضمامها إلى الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة وترؤسها لاجتماع الجمعية العمومية، إلى إنماء العلاقات الثقافية وتطوير التعاون الثقافي، عبر فتح آفاق جديدة وفاعلة في تبادل المعلومات والخبرات الفنية، والتجارب الاستراتيجية، حتى تتمكن بالتعرف والاطلاع على الامكانات المتاحة لاقامة المشروعات الثقافية المشتركة، متمنيا أن تحقق أعمال الجمعية العمومية للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة أهدافها المنشودة، في تلبية التطلعات والطموحات.

قطر عززت مكانتها في الدبلوماسية الدولية العامة

من جانبه، أكد سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي أمين عام وزارة الخارجية في كلمته بالمؤتمر : ” أن الدبلوماسية الدولية العامة تتقدم في عصرنا الحالي، لتأخذ مكانتها الرفيعة كجسر للتواصل والعبور المعرفي بين الشعوب وأخرى، وأداة للتغيير نحو الأفضل في العلاقات المتبادلة وفي التفاهم المشترك ، مشيرا إلى أن قطر تمتلك تجربة سباقة ومتميزة في اعتماد الدبلوماسية الدولية العامة، وذلك بفضل ما تزخر به من عوامل ومصادر القوة الناعمة، لافتا إلى أن الدولة نجحت في تعزيز مكانتها وحضورها الفاعل في مجال الدبلوماسية الدولية العامة، عبر تحقيقها لمجموعة من المشروعات المتميزة في مجالات الثقافة والرياضة والتعليم والاقتصاد والاعلام، والتي كانت من أهم الانجازات في مسيرة التنمية والنهضة القطرية،

وأضاف الحمادي أن القوة الناعمة التي تعتمد على الدبلوماسية الموزونة والهادئة، باتت أبرز السبل التي تساهم في تعميق التفاهم والتقارب والتواصل والحوار بين الشعوب والمجتمعات، من أجل تعزيز السلم عبر العالم ، وآن الآوان لابرازها من أجل مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه عملية التنمية ، وهذا لن يتأتى إلا بإطلاق البرامج الهادفة والمشاريع المشتركة التي تعتمد على عناصر الدبلوماسية الدولية العامة كالثقافة والفنون والرياضة والاعلام والاقتصاد، والتي  تعمل في مجملها على الربط بين الناس عبر بلدانهم وفتح قنوات التواصل بين الشعوب، وهو ما يسهم في التنمية الاقتصادية .

وأوضح الحمادي أن دعم القيادة الرشيدة للقطاع الثقافي تمثل في تحقيق انجازات لافتة كان لها الكثير من الثمار والنجاحات التي امتد صداها إلى العالم ، وحققت من  خلالها دولة قطر حضورا بارزا في تحقيق ونشر الابداع الفكري في مختلف مجالات الثقافة والتراث والفن ، مثمنا التعاون بين وزارة الخارجية والمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” الذي تجسد في دعم برنامج الدبلوماسية الدولية العامة، من أجل خدمة مسارات السياسة الخارجية وفتح آفاق التنمية الثقافية التي هي المدخل الرئيسي للتنمية الشاملة .

من جانبه ، أكد الدكتور ابراهيم الكعبي عميد كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر أهمية انعقاد المؤتمر الأول للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة التي تستضيفه كتارا بالتعاون مع جامعة قطر، باعتباره يسد الفجوة بين دول وشعوب العالم من خلال القوة الناعمة التي تستند على الثقافة والرياضة ..وغيرها . مشيرا إلى أن قطر تلعب دورا ايجابيا ،على المستويين الاقليمي والدولي، في نشر ثقافة السلام.

وأضاف :” أن ما يجمع الشعوب والدول والهيئات والمنظمات هي القيم الكونية المشتركة بين الجميع، مؤكدا أن الدبلوماسية العامة هي القادرة على خلق الروابط التي تجمع بين الشعوب من خلال هذه القيم التي هي هدف الدبلوماسية العامة.

أوراق العمل

    من جهة أخرى، تناولت اجتماعات اليوم الأول مناقشة العديد من أوراق العمل والتي تقدم بها خبراء من الدول الأعضاء، حيث أبرزت الورقة التي قدمها  المهندس درويش أحمد الشيباني أمين عام الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة باسم المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” الركائز الأساسية لدبلوماسية المنظمات والهيئات الدبلوماسية وكيفية التعامل مع الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة باعتماد إطار تنظيمي شفاف وألية ديناميكية مرنة في الاتصال والتواصل تعمل على تطبيق القوة الناعمة، كما تناول في ورقته التركيز على دبلوماسية الاعلام وتأثيرها على الدول والمجتمعات والافراد، بالإضافة إلى الدور الفعال للرياضة في التعاون الدبلوماسي من خلال فئة الشباب .

فيما تحدثت ورقة العمل التي تقدمت بها سعادة السيدة بصيرة توركوفيتش سفيرة البوسنة والهرسك في الدوحة عن ” منظمات المجتمع الدولي والدبلوماسية الثقافية ودرست خلالها حالة أمهات سربينتشا ودورها في تعزيز ثقافة احياء ضحايا المجزرة ، مستعرضة عبر عشر نقاط الدور العام الذي لعبته الامهات البوسنيات في تغيير التصور الذي ارتبط بالمذبحة وعملية المصالحة وتعديل بعض القوانين لدعم السلم الأهلي مما عزز ملف الدبلوماسية البوسنية ، فيما تناولت ورقة عمل الدكتور صالح بن رجب استشاري الشبكة الدبلوماسية الدولية العامة في كندا أهمية تحقيق مخرجات الدبلوماسية العامة من خلال انتهاج دبلوماسية الشعوب التي تُبنى بطريقة فاعلة وتتحقق من خلال القيم والأعراف والمثل، مشيرا إلى أهمية نقلها من الحكومة الى المواطن العادي، من خلال التواصل مع العالم عبر استخدام  التكنولوجيا وايجاد شبكات متعددة،

ومن جانبه قدم البروفسور تهيوان كيم من الأكاديمية الدبلوماسية الدولية في كوريا ورقة عمل عن الانتقال من العمومي الى الخاص مبينا أن دور الدبلوماسية يتصاعد و هي تعتبر من أساسيات العلاقات الدولية، موضحا الدور الذي تلعبه الدول الكبرى في التعاون في مجال الدبلوماسية الجديدة.

ورشة حول التواصل الاجتماعي

من جانب أخر ، تقام غدا (الثلاثاء) ورشة عمل موجهة للشباب حول وسائل التواصل الاجتماعي، تنطلق فعالياتها في اليوم الثاني بمشاركة متخصصين ورؤساء شركات وخبراء دوليين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاعلام الحديث، حيث تهدف الورشة  إلى ايصال صوت هذه الفئة الاجتماعية الهامة وتسجيل أرائهم في الدبلوماسية العامة من خلال وسائل الاعلام الحديث في البلدان التي ينتمون إليها والتشارك فيما بينهم في تبادل المعرفة والأفكار،

بوابة الكترونية جديدة للشبكة

كما يشهد الاجتماع تدشين الموقع الالكتروني الجديد للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، وذلك ضمن مبادرة رائدة تهدف إلى تمكين التواصل الدائم بين الدول الاعضاء بالشبكة، حيث يتيح الموقع الالكتروني للشبكة الدبلوماسية ، آلية مرنة وديناميكية توفر عملية تبادل المعلومات والأفكار، وتسهم في بناء القدرات دعم المشاريع ، وتقدم كافة أشكال الدعم للفعاليات والأنشطة في المؤسسات الثقافية للدول الاعضاء،